كان إنسانٌ منحدرًا بين باريس والقاهرة، مرورًا بدمشق وبغداد وبيروت. وقطع طريقه لصوصٌ.
دواعشٌ كانوا في كلِّ طريقٍ.
يقطعون الطرق، يهدمون الثقافة، يثيرون الفتن، يسرقون البهجة، يزيلون الحضارة، وينسفون الإنسان.
قطيعُ قطاعٌ قطعٌ تتحرك في كلِّ مكانٍ.
يتكلمون باسم الله. ويتحركون بأيدٍ خفيةٍ.
والإنسانُ ينحدرُ بين عواصمٍ مناراتٍ لحضاراتِ لم تنتهِ.
قطعوا طريقه وتركوه بين حيٍّ وميت.
ومر به كاهنٌ، أبصره وجاز.
ولاوٍ، نظر وتكلم ثم مضى في طريقه.
وأناسٌ آخرون فيهم من تكلم وشجب واعترض، ومن تسابق على الكلام، ومن تنافس على أي طريقٍ كان فيه الإنسان.
وبقيت الإنسانيّة تنحدر من أورشليم السماء إلى أريحا.
فهل من سامريٍّ صالحٍّ يضمد جراحها مرةً أخرى ويسكب زيتًا وطيبًا وخمرًا؟
هل من فندقٍ يستقبلها من جديد ويعتني بها؟
أم أصبحنا جميعًا نتسابق في القاء النظرات ونمضي في طريقنا، ولا نعرف من أي مدينةٍ نأتي وإلى أي مدينة ننطلق؟
سامر حنّا
١٥/١١/٢٠١٥
من وحي إنجيل اليوم للطقس البيزنطي (السامري الصالح) والأحداث الحالية