Saturday, March 15, 2014

لتكن مشيئتك

"لتكن مشيئتك" ربما تكون الطلبة الثالثة في صلاة اﻷبانا أصعب الطلبات... نقولها يومياً ولكن هل نطلبها فعلاً؟ 
لماذا لا يسمع الله طلباتنا؟ لماذا لا يحدث ما نتمناه؟ لماذا يحدث ما لا نحسبه؟ لماذا؟
نسأل كل هذا ونصبر أنقسنا بكلمات مثل "كل اﻷشياء تعمل معاً من أجل الخير للذين يحبون الله" أو "وإن نسيت المرأة رضيعها" وغيرهما...
ولكن هل نفهم وندرك ما نردده؟
بين إرادة اﻹنسان ومشيئة الخالق نتيه ولا نرتاح...
ألا يسمعنا من خلقنا؟ ألا يرانا من يملأ الكون؟ ألا يعرف ما نريد من هو أقرب لنا من الوريد؟
منذ البدء خلق الله اﻹنسان على صورته كمثاله... ومنذ خطوات اﻹنسان اﻷولى على هذا الكوكب، وهو لم يدرك هذا اﻹمتياز ويختار أن يسمع غواية الحية الكاذبة: "تصيران كاﻵلهة".
ينظر اﻹنسان إلى إرادته حالاً وحده... إرادته ليكون إله...
وينظر الله دائماً إلى صورته، الذكر واﻷنثى... ومشيئته لخلقهما على مثاله...
يعيش اﻹنسان اللحظة الزمنية المكانية الوحيدة...
ويحيا الله اللحظة اﻷبدية غير المحدودة المتحدة...
ينظر اﻹنسان حاضره ومكانه ووحدانيته...
ويرى الله ماضيه وحاضره ومستقبله وإخوته...
وربما لذلك تسبق "ليأت ملكوتك" الطلبة الثالثة... فكما يقول يسوع المسيح: "اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره، وكل اﻷشياء تزاد لكم".
يعلمنا يسوع طلب الملكوت فهو مشيئة الله الوحيدة لنا... مشيئته هي خلقنا على صورته كمثاله... مشيئته هي الملكوت...
أما إرادتنا فتطلب... الحل اﻷسرع... الطريق الرحب... "إن أكلتما من هذه الشجرة... تصيران كاﻵلهة".
فكان الاختباء هو الحل الأمثل لآدم...
فلا يكون هو حلنا... بل طلب الملكوت من ملك الملكوت...
لا نستطيع معرفة إرادة الله وقبولها بعيداً عن الله... بل بالعكس... برؤيته... والجلوس معه... والتمثل به... وطلب ملكوته...
فلنطلب ملكوت الله، لتكن مشيئته كما في السماء كذلك على اﻷرض.
سامر حنا
15/3/2014

No comments:

Post a Comment