Thursday, August 15, 2013

وأنتِ سيجوز سيفٌ في قلبكِ

"وأنتِ سيجوز سيفٌ في قلبك"... هل كان هذا جزاء من قالت "نعم"؟
"من أراد أن يتبعني فلينكر ذاته ويحمل صليبه ويتبعني"... هل هذا جزاء من يسأل "إلى من نذهب وكلام الحياة الأبديّة عندك"؟
"طوبى لكم إذا عيروكم واضطهدوكم وقالوا عليكم كلّ كلمة سوء من أجلي كاذبين"... هل هذا جزاء من أراد ملكوت السماوات؟
"في العالم سيكون لكم ضيق"... هل هذا جزاء من رأى أن عليه أن يعكس صورتك في العالم؟
هذه هي آيات التعزيّة التي دائمًا ما نقولها نحن المسيحيّون واثقين وراجين في إلهنا وسيدنا ومخلصنا يسوع المسيح... قد ينظر بعضهم إليها أنّها رموز استسلام وتواكل وليس توكل وثقة...
إلاّ أنّ النظرة المسيحيّة السليمة هي نظرة رجاء، هي ميثاق وعهد شركة بين الإله المحب والبشريّة محبوبته... يعرف المسيحيّ جيدًا أنّ البشريّة تئن بسبب انفصالها عن الخالق، يعرف أنّ الشر موجود وهو غياب الاتحاد المرجو مع الله في يسوع المسيح، يؤمن أنّ الله خير ومحبة، وأنّ البشريّة هي محبوبته التي يبحث عنها منذ أن تساءل "آدم، آدم، أين أنت؟"
الله لا يوزع صلبان على كلّ إنسان، ولكن هذا الصليب ناتج عن الانفصال عن الله.
الله لا يزيل الألم، ولكنّه يشارك الإنسان ألمه.
الله لا يحمل صليبك عنك، ولكنّه يحملك على كتفيه.
والإنسان المسيحيّ هو من يرى في كلّ ألم صليب، وفي كلّ صليب آلام مخاض، وفي كلّ مخاض قيامة. آلام المخاض هو أفضل تعبير عن كلّ آلام البشريّة بل عن كلّ أنين الخليقة جمعاء التي تنتظر تجلي أبناء الله...
ومن يقبل الصليب، من يرجو القيامة، وإن اجتاز سيفٌ قلبه كما حدث مع العذراء مريم، يتوج مثلها بالشمس والقمر والكواكب.

واليوم، في عيد انتقال السيدة ومع الأحداث التي تشهدها بلادنا ومسيحيّي مصر، ننظر إلى العذراء سيدة الآلام والانتقال ونقول معها "نعم"، نحمل الصليب، ونتحمل السيف، ونكون مثلها راجين تجلي ابنها وأبنائها جميعًا. 

No comments:

Post a Comment