Tuesday, February 24, 2015

"أين تريد أن نمضي ونعد لك لتأكل الفصح؟"

"أين تريد أن نمضي ونعد لك لتأكل الفصح؟"

سأل التلاميذُ المعلمَ عن المكان الذي يريد أن يأكل الفصح فيه... غيرَ مدركين إنّه منذ الأزل "حمل الله" الحقيقيّ... حمل الفصح الجديد... الذبيحة المرضيّة الوحيدة...
أنّ المكان يكادُ أن يتعدى المنظور... يتجاوز ما يرى وما يُدرك...
أنّ الذبيحة الأوحد لا يُكسَر له عظم... بل يُرفع... ومتى ارتفع رفع إليه كلّ من يقبله....
أنّه ليصعد، وَجَب عليه أن ينزل... ينزل أولاً إلى أسفل أسافل أعماق ديجور الظلام...

ونحن اليوم في بدايةِ الصوم الأربعينيّ المقدس، نسأل السيد "أين تريد أن نعد لك الفصح؟".

هذا السيد الذي نزل أولاً إلى أسافل خفايا قلوبنا ليمزقها ويحررها... هذا السيد الرحيم بطيء الغضبِ طويلُ الأناة الذي طلب منا تمزيق قلوبنا لا ثيابنا... هذا السيد الذي تعدى الذبيحة والشريعة ليصل بها إلى مستوى أعمق ومعنى أهم...
مستوى الشهادة والضمير...
واليوم إذا كنا نطرح هذا السؤال: "أين تريد أن نعد لك الفصح؟"، فلنجد الإجابة في الفصح الجديد...
هذا الفصح القائل "حيث يكون قلبك يكون كنزك"...
فلنطرح عنّا كلَّ اهتمامٍ ونمزق قلوبَنا، فاتحين إياها لتستقبل الحمل النازل إلى أسافل ديجور خطيئتنا...

ليرفعنا إلى كنزنا...

قلبه المطعون... المنتصر.

سامر حنّا
بدء الصوم الأربعينيّ
فبراير 2015

No comments:

Post a Comment