Wednesday, June 19, 2013

الثمرة المحرمة

الثمرة المحرمة
"يوم تأكلان من ثمر تلك الشجرة تنفتح أعينكما وتصيران مثل الله تعرفان الخير والشر".
كان ثمر هذه الشجرة طيبًا للمأكل وشهيًا للعين.
وكيف لا وهي الشجرة التي تجعل الإنسان كالله؟ وكيف لا وهي الشجرة التي ستفتح عين الإنسان؟
وكيف لا وهي شجرة الثمرة المحرمة؟
كانت الثمرة المحرمة كذبة، كذبة أدخلت شك، شك أدخل خوف.
كذبة ألا يكون الله خلق الإنسان على صورته كمثاله. شك في كمال محبة الله. وخوف ألا يكون الإنسان كاملاً.
ونتيجة لهذه الكذبة بقيَ الإنسان حتى الآن يسعى إلى الكمال. خائفًا ألا يكون كاملاً.
كانت إمرأة أوريا ثمرة داود المحرمة. وكان الختان ثمرة أهل غلاطية المحرمة.
ولكلٍّ منا ثمرة محرمة. ثمرة تجعلنا نظن إنّنا لسنا كاملين إذا لم نحصل عليها.
ثمرة شهية للعين.
كم مرة نسأل أنفسنا: أحقًا؟ أحقًا لا نستطيع أن نأكل من كلِّ ثمر الجنة؟
كم مرة ننظر إلى ثمرةٍ ما ونظن أنها كلَّ شيء في العالم؟
كم مرة نشك ولا نصدق أنّ هذه الثمرة ليست لنا، بل هي كذبة ستدخل لنا الموت؟
كم مرة نضع هذه الثمرة كملجأ وحجة ودفاع حتى لا نحب؟
كم مرة ندرك إنّنا نخاف؟
نخاف من الآخر، من الحبّ، من الله!
كم مرة لا ندرك إن هذه الثمرة تجعلنا ندرك أنّنا عريانون؟
كم مرة لا ندرك إن هذه الثمرة تجعلنا نهرب من الصوت الصارخ: "أين أنت؟"؟
هذه الثمرة التي أخرجت آدم القديم من الفردوس. هي هذه الثمرة التي ننظر إليها أنا وأنت!
هذه الحية القديمة التي تخاطب عقولنا وتشكك في كمالنا الحقيقيّ.
خلق الله آدم بكلمة "كن!"، ولكن آدم لم يدرك إنّ بهذه الكلمة كماله!
لم يدرك إنّ قلبه هو على مثال قلب الله. لم يدرك إنّ بإيمانه وبحواء هو كاملٌ لا يحتاج إلى ثمرة محرمة.
والآن هل ندرك هذا أنا وأنت؟
هل نسمع صوت الله الخالق: "كن!"؟
أم نترك أعيننا تنخدع بصوت الموت المشكك؟
قد تكون أنت آدم القديم، فهل تدرك إن هذه هي حيتك الغاوية؟
وقد تكونِ أنتِ حواء القديمة، فهل تدركين إن هذه هي ثمرة المحرمة؟
 

1 comment: