Wednesday, June 19, 2013

لن ننساك أبدًا!

لن ننساك أبدًا!
هي جملة نكتبها عند فقداننا شخص ما. قد يكون قريبًا أو بعيدًا. شابًا أو شيخًا. ذكرًا أو أنثى، فنضيف كسرة صغيرة.
هي جملة نرسلها إلى أنفسنا قبل أن نرسلها إلى ذاك الشخص المتوفي.
هي جملة نستحضر بها كل الذكريات وننسى بها كل المواقف السيئة.
لن ننساك هي جملة تعبر عن خوفنا المتأصل.
نعم، إن في أعمق أعماقنا خوفًا!
خوفٌ أن نُنسى.
خوفٌ ألا يتذكرنا أحدٌ. يدفعنا إلى تخيّل من سيتذكرنا بعد موتنا، من سيأتي إلى جنازتنا، ومن سيذكرنا بالخير.
خوفٌ يظهر عندما نختفي عن أقرب الناس لنا، أو يختفون هم عنا.
خوفٌ دفع الإنسان منذ الأزل إلى البحث عن أكسير الحياة والخلود.
هذا الخوف الذي دفع حضارات وأديان للتكلم عن حياة ما بعد الموت، وحضارات وأديان أخرى للتكلم عن العودة للحياة الأرضيًة.
هذا الخوف الذي يدفعنا للقيام بأعمالٍ لتخلد ذكرانا.
خوفٌ دخل للعالم عن طريق الحذر والخطيئة. خوفٌ ناتجٌ عن رفض كوننا أبناء الله.
خوفٌ يجيب الله عنه: "هَلْ تَنْسَى الْمَرْأَةُ رَضِيعَهَا فَلاَ تَرْحَمَ ابْنَ بَطْنِهَا؟ حَتَّى هؤُلاَءِ يَنْسَيْنَ، وَأَنَا لاَ أَنْسَاكِ. هُوَذَا عَلَى كَفَّيَّ نَقَشْتُكِ. أَسْوَارُكِ أَمَامِي دَائِمًا".
وفي مقابل هذا الخوف، نجد الدعوة الوحيدة التي تخلد ذكرانا.
دعوة أن نحب! كلٌّ بطريقة، وكلٌّ باتجاه، وكلٌّ في وقته!
وخطيئتنا المتأصلة تكمن في استغلالنا دعوتنا الخاصة للرد عن خوفنا المتأصل.
فلننس خوفنا ونهتم بحبنا!
 "فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا".

No comments:

Post a Comment