Wednesday, June 19, 2013

رجال الإيمان

الإيمان قفزة في المجهول. قفزة تقوم بها وليس أمامك سوى رجاء الطيران بجناحي الروح القدّس. قد تحسب وتعد كلَّ شيء ولكن لتقوم بهذه القفزة تحتاج قرارًا إيمانيًّا نابعًا من أعمق أعماق قلبك.
الإيمان أيضًا هو الجديد. هو الذهاب في طريق غير واضح ناظرًا إلى نور واضح في النهاية، عارفًا أنّ الطريق نفسه ليس مهمًا، ولكن الهدف يستحق المغامرة والمرافق يعرف أفضل.
الإيمان أيضًا هو أن تغمض عينيك كالعميان، وتضع يدك على كتفي مرافقك وتمشي خلفه. وفي هذا الموقف ثقة في مرافقك  وفي ذاتك أيضًا.
والإيمان هو أن تكون رجل إيمان. رجل الإيمان ليس من يركع ويصلي طول الوقت، بل من يسمع صوت الله في قلبه ويتبعه متخليًا عن كبريائه، متحليًا بالشجاعة، ومتجليًا بالرجاء.
رجل الإيمان هو من مشى في الطريق ولا ينظر إلى الخلف، قد يقع ويقوم، قد يضعف، قد يحد عن الطريق، ولكنّه لن يترك المغامرة، لن يغمد سيف إيمانه قبل نهاية المعركة وحصوله على حريته.
ونحن الآن بحاجة إلى أن نكون رجال إيمان، في عصرنا هذا حيث اختلطت المفاهيم وانتشرت الألاعيب وتفشى الكذب والهرطقات وسيطرت السياسات والمصالح.
منذ سقراط، حاول العقل السيطرة على العالم. وبدأ الإنسان ينسى قلبه. ولكن كان دائمًا لكلِّ زمانٍ نبيٌّ ولكلِّ مكانٍ تشي. رجال إيمان تبعوا قلوبهم وأحكموا عقولهم، وحلموا بالحرية وسعوا لإنسانيّة أفضل، وأسلموا مسيرتهم بين يدي الله، وقاموا بالقفزة متحلين بالرجاء وثابتين في الإيمان، غير عابئين بكلام العالم وآراء العالم، مدركين أنّهم ليسوا من العالم وإن كانوا في العالم.
وهؤلاء، هؤلاء فقط، هم من غيروا العالم!
فهلا قفزنا وانضممنا لهؤلاء المجانين لنغير عالمنا اليوم؟

1 comment: